Citation du jour

15‏/5‏/2008

تذكّر ....

وأنت تدير مفتاح محرّك سيّارتك الفاخرة بكسل في الصّباح لتذهب إلى مكان عملك , تذكّر أنّ غيرك يخرج منذ الفجر و يقف لساعات طويلة في إنتظار حافلة حقيرة مكتظّة و يحمد اللّه كلّما نزل منها سالما و بأطرافه كاملة

وأنت تدهن جسمك بالمرهم تحت الشمس فوق رمال الشواطئ البعيدة لتنتزع لحظة ممتعة، تذكر أن غيرك يقف تحت الشمس أيضا بجسد مدهون عن آخره بالعرق لينتزع رغيف الخبز لأبنائه

وأنت تنتظرين أبنائك لكي يعودوا في هذه العطلة من الدول البعيدة حيث يدرسون، تذكري أن أمهات كثيرات غيرك ينتظرن فقط هاتفا من أبنائهن الذين هجروا الوطن على ظهر مركب في ليلة مظلمة.

وأنت تبكين لأنك تودعين ابنتك الذاهبة للعيش مع زوجها في بلاد أخرى، تذكري أن أمهات غيرك يبكين وهن يودعن بناتهن الذاهبات إلى المدينة ليشتغلن خادمات في بيوت الآخرين

وأنت ترمي بقايا الأكل في القمامة، تذكر أن غيرك مازال عندما يعثر على قطعة خبز مرمية في الطريق يحملها بين راحتيه ويقبلها ثم يدسها في ثقب على الجدار ويمضي مرتاح البال

وأنت تشكو من ضيق موقف سيارتك، تذكر أن غيرك يشكو من ضيق التنفس

وأنت مزهو بسيارة أبيك وبمنصب أبيك و باسم أبيك، تذكر أن غيرك قد دفن أباه منذ وقت طويل وخرج إلى الحياة يصارعها بذراعيه العاريتين

وأنت تفتح عينيك في الصباح، تذكر أن غيرك تبقى عيناه مغلقتان إلى الأبد.

وأنت تستجمع قواك وتنهض من الفراش، تذكر أن غيرك ليست له قوى يجمعها ويبقى رهين فراشه لبقية العمر...

هناك تعليقان (2):

البرباش يقول...

ملا فدة...

ناقصين أحنا بالله يعيّش خويا

End of All Hope يقول...

C'est la vie
الحمد لله والشكر على كل حال

لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود، وتنسى النعمة الحاضرة، وتتحسر على النعمة الغائبة، وتحسد الناس وتغفل عما لديك.